أدى الحظر الذي فرضته روسيا على تصدير القمح إلى ارتفاع في أسعار المحصول الأكثر استهلاكا على مستوى العالم ما جعل الخبراء يطلقون التحذيرات من أزمة غذاء جديدة يعاني منها الفقراء.
وذكرت قناة "بي بي سي" في تقرير لها اليوم أن نقص الخبز يتفاقم على مستوى العالم ما ينبئ بأزمة غذاء على المدى المنظور بعد أن حظرت روسيا تصدير القمح جراء سوء الأحوال الجوية والتقلبات المناخية حتى نهاية العام ثم تمديده إلى العام المقبل جعل سوق القمح متوتراً ما أدى إلى ارتفاع أسعار القمح عالمياً بأكثر من 50 بالمئة من سعره قبل أربعة أشهر.
وشهدت دول عدة في افريقيا منها موزامبيق تظاهرات مختلفة بسبب نقص الطعام وارتفاع أسعار الخبز بنسبة تتعدى الـ 30 بالمئة حيث يرى المراقبون أن الأزمة قد تصل الى أغلب الدول النامية خلال الأشهر المقبلة ما يهدد بمزيد من القلاقل والاضطرابات في دول شمال افريقيا التي تعتمد على استيراد القمح من روسيا رابع أكبر مصدر للمحصول الأساسي لصنع الخبز.
وتعد روسيا من أكبر منتجي القمح في العالم والتي ضربها الجفاف وموجات الحرائق هذا الصيف حيث تسببت موجة الحر في تدمير المحاصيل في أجزاء واسعة منها ويقدر إنتاج الموسم الحالي بنحو 60 مليون طن فيما تحتاج روسيا وحدها لـ 80 مليون طن للاستهلاك المحلي.
وأدى ارتفاع أسعار النفط وتزايد الطلب على الوقود الحيوي إلى وصول أسهم الأغذية العالمية الى أقل مستوياتها منذ عام 1982 كما أن الارتفاع في أسعار المواد الغذائية هو أقل بنحو 38 بالمئة عما وصلت إليه في حزيران 2008.
وكان رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين قال قبل يومين إن حظر التصدير الذي يحل موعد انتهائه في 31 كانون الاول المقبل سيمدد حتى أواخر عام 2011 ما أثار حيرة المحللين ودفع أسعار القمح للارتفاع.
يشار إلى أن نقص المحاصيل وما تبع ذلك من أزمة غذاء خلال عامي 2007 و2008 قد أدى إلى أزمات سياسية مشابهة في عدة دول منها مصر والصومال فيما اعتبر حينها أسوأ أزمة غذاء عالمية خلال العقود الثلاثة الأخيرة
**************